هنيالك يا فاعل الخير

حسب ما تعلمته وحسب ما أعرفه وحسب ما قرأته

كل حرف وكل كلمة وكل آية في القرآن الكريم
لها فضل
ولها حكمة
ولها غاية
ولها معانٍ خفية وأشياء كثيرة
لا نعلم عنها إلا القليل
ولذلك
أطلب من أصحاب الاختصاص
أن يوضحوا لنا ذلك

وفي هذا السياق لي ملحوظة هامة

عندما يتعلق أي شيء بالقرآن والدين
فإن الكل إما يصمت
أو يتردد خوفا من الوقوع في خطأ ما
أو الخوض فيما لا يعلمه
حتى لا يتهم بالكفر
أو الإساءة إلى الدين
أو يتهم بأنه لا يفقه شيئا في دينه أو دنياه

وهنا يظهر من يستغل هذه النقطة
كسلاح علي رقاب الناس الذين يجهلون حقيقة دينهم


فالمسلم يدعو لنفسه ولكل المسلمين
وهذا ما يدعو إليه ديننا

وصحيح الحسنة بعشرة أمثالها
والدال علي الخير كفاعله
نعم كل هذا صحيح

ولكن ابتغاء مرضاة الله تكون بالإيمان بكتبه ورسله
وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه
واتباع تعاليمه

والتعامل مع الناس يكون بتطبيق روح الدين
وفهمنا الصحيح له وتطبيق تعاليمه السمحة
فالدين المعاملة
وليس لاستغلال الدين في أشياء أخري


فابتغاء مرضاة الله ومغفرته
ليس في نشر رسالة
يطالبك كاتبها ويستحلفك بأن تدعو له وتنشر رسالته

والا لك الويل والثبور وعظائم الأمور
وسيصيبك الله بكل ما في هذه الدنيا من بلايا وشرور
وتصبح ملعونا في الدنيا والآخرة
وهذا هو الجهل بعينه
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )


وابتغاء مرضاة الله ومغفرته
ليست بورقة يطلب منك أن تقرأها مائة مرة
وأن تكتبها مائة مرة
حتى يتضاعف لك الأجر والثواب
فتضيع وقتك في كتابتها
وتقوم بتوزيعها
وتطلب وتستحلف من تعطيها له
أن يفعل مثلما فعلت
وإلا سيصبُّ الله عليك وعليه جامَ غضبه
وسينـْزل بك عقاب الله في الدنيا والآخرة
كما يدعي من طالبك بكتابتها
والأولي بالعقاب فعلا هم من يشغلونك بهذا
ومن يدعون الناس إلى أن يفعلوا مثل هذه الأشياء
مستغلين جهلهم أو بعدهم عن دينهم
وضعف إيمانهم


وكثيراً ما أتساءل
هل هو تدريب علي توزيع المنشورات
الله أعلم
لقد انتهت هذه الموضة
وانتهي عصرها

وأصبحت موضة هذه الأيام
كوفية توضع علي الرقبة
وبها تنصـِّبُ نفسك ناشطا اجتماعيا
أو مناضلا سياسيا
أو واعظا دينيا
أو داعية إسلاميا
المهم أن ترقص علي جميع الحبال ولا تقع

ملحوظة أخيرة
أرجو نشر هذه المقالة وكتابتها وتوزيعها
علي كل من تعرفه ومن لا تعرفه
وإلا ستصاب بوخز في الضمبر
ويأتيك مرض خطير
تمارس فيه هرش جتتك
والتمرغ بظهرك علي الأرض

وترتفع فيه درجة بلاهتك
فتشعر بزغزغة في جانبيك الأيمن والأيسر
معتقدا بإنك نائم علي السرير

والأجر والثواب عند الله
وهنيـَّالك يا فاعل الخير
تحياتى
أ/فهمى إبراهيم








منقول